كيف لـي أن أصفُ الحــب ِ؟


كَيْفَ لِيَ؟ يَا سَيِّدَتِيْ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ اسْتَطِيَعُ الْتَّعْبِيْرِ
وْكِيفْ لِيَ؟ أَنْ انْفَعَلَ وَانْ أَكُوْنَ كَبُلْبُلٍ يُغَرِّدُ وَهُوَ عَالِيّا فِيْ الْسَّمَاءِ يِطُيرِ
فَحَسَنٌ عَيْنَاكِ
وَرَوْعَةِ إِحْسَاسُكِ
أَعَجَزَّانِيّ عَنْ إِيْجَادِ الْكَلِمَاتِ
الَّتِيْ تَصِفَ حُبِّ الَّذِيْ أَنَا بِهِ هَائِمُ
فَصَعْبُ جِدَا أَنْ أَسِيْرَ يَا غَالِيَةِ عَلَيَّ الْطَّرِيْقِ وَحْدِيْ
فِيْ أَجْوَاءِ عَاصِفَةً تُعْمِيَ عَيْنَايَ بِالْأَتْرِبَةِ فَيُغَشِّيَ بَصَرِيَّ
فَمَا هُوَ الْحُبُّ؟ يَا مُلْهِمَتِيْ حَتَّىَ اسْتَطِيَعُ أَنَّ كَوْنَ شَاعِرا انْظُمِ لَكِ
بِالْأَبْيَاتِ أَجْمَلَ غَزْلِ
وَتُكَوِّنَيْ لِيَ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُحَارِبَ وَأُقَاوِمُ
وَيَكُوْنَ غَرَامُكِ لِيَ بِلَا اجَلَّ
وَانْ يَكُوْنُ اسْمِيْ مَحْفُورْ فِيْ صَفَحَاتْ قَلْبِكِ
مَنْقُوْشَا بِخِنْجَرٍ الاشْتِيَاقِ
فَأَعْطِنِيْ وَثِيْقَةَ وَعْدا وَقُوْلِي لِيَ احِبُكِ
وَانْ حِبُيً لَكِ حَبٌّ حَيّا فِيْ الْأَعْمَاقِ
وَانّي يَا سَيِّدَتِيْ سَأَكُوْنُ لِكَيْ عَبْدِ
فِيْ مَمْلَكَةِ الْعُشَّاقِ
الَّتِيْ جَعَلَتِ مِنْ الْحُبِّ
دَوْلَةً كِبَرِي حَكَمْتَ عَلَيَّ الْمَشَاعِرِ بِأَنْ يَكُوْنَ لَهَا كِيَانِ
فَلَا تَظْلِمُنِي وَلَا تَجْعَلْنِيْ وَسْطَ الْغُبَارِ وَالْرِّيَاحُ ظَامِئَانِ
يَتَخَيَّلُ الْمَاءِ سَرَابِ
فَانِّيْ هَذَيْتُ مِنْ ثَمَلَةٍ عِشْقِكِ وَأَصَابَنِيْ الْدَّوَرَانِ وَالْجُنُوْنِ وَالْإِغْمَاءِ
فَأَيَّتُهَا الْغَالِيَةِ الْجَمِيْلَةُ
يُسْعِدُنِيَ كَثِيْرٍ أَنْ أَكُوْنَ أَطّارَ يَضُمُّكِ حَتَّىَ يَأْتِيَ الْمِيْعَادِ
فَرُوْحِيْ تَكُنْ لِكُ ِ حُبّا فَّتَعِيْشِيْنَ مَعَهَا أَوْ ضُمِّيْهَا فِيْ مُتْحَفِكِ الْنَّفِيْسَ الْجَذَّابِ
لِكَيْ يَكُوْنَ لَهَا مَكْانَ فِيْ قَلْبِكَ وْ بَيْنَ ضْلُوعْ صِّدْرِكُ
وَنِيْرَانُهُ الَّتِيْ لَا تُعْرَفُ الخَامْدَانَ
مِنْ صَهْدَ الْدَّافِئِ وَالْحَنَانِ
فَرُوْحِيْ الْحَيَّةِ بِحُبِّكَ سَتَكُوْنُ دَائِمَةً فِيْ صَحْوٍ لَا تَنَامِ
احِبُكِ حَتَّىَ لَوْ نَالَتْ مِنْيْ الْأَيَّامِ أَوْ تَوَارَيْتَ خَلَفْ أَظْلَالِ الْتُّرَابِ
وَأَطْلالِ الْجُرُوحِ وَالأَنْقَاضٍ
فَهَا أَنَا سَيِّدَتِيْ احْمِلْ لِكَيْ أَكْفَانِيْ
فَقَتَلَنِيِ لَعَلِّيَ اسْتَطِيَعُ أَخِيْرا أَنْ أَنَامَ
فَلَا ابَدَ سَأَكُفُّ عَنْ حُبِّيْ لِكُ ِ وَلَا أَبَدا سَأَنْسَيْ غَرَامِيْ الْمُلْتَهِبُ طَوَالَ الْأَيَّامِ
فَأَنْتِ مَسَائِي وَنَهَارِيَّ وَأَنْتَ ِ الْوَرْدَةُ الْحَمْرَاءُ الْوَحِيدَةْ فِيْ حَيْاتِيِ
الْتَمسّ بِهَا الْحَنَانْ وَالدَافِئْ وَاخَذَ مِنْ عَبَقِهَا لَهْيْبُ الْنَّارِ
الْمُشْتَعِلِ بَيْنَ أَحْضَانِ الْحُبِّ
وَالْأَمَانِ وَالْسَّلَامِ
حُبّا غَيْرَ عَادِيَّا يَا زَهْرَتِيِ الْنَّجْلاءَ
فَنَدِيَ أَوَرقكِ الْخَضْرَاءِ
حَدَائِقَ مُعَلَّقَةِ بِثِمَارِ وَوَرَدَ وَرَيْحَانٌ
ارْضَ عِطْرُهُ مَفْرُوْشَةً بِالْزَّعْفَرَانِ
قَدْ سَحَرَنِي نَدِيّ فَجْرُكِ
فَغَابَتْ عَنْ عَالَمِ الْإِنْسَانِ
فَاللَهَيبُ يَشْتَعِلُ فَيَّ قَلْبِيْ كَالْبُرْكَانِ
دَوَّامَةِ عَظِيْمَهْ مِنْ الِاشْتِيَاقِ أَدْخَلْتَنِي
بَوَّابَةِ الْحِرْمَانِ
إِنْ أَنَا مِتُّ آَوٍ قُتِلْتُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُوْنَ مَوْتِيَ لِكُ ِ فِدَاءً
لِأَنِّيَ لَنْ أُحَارِبْ إِلَا مِنْ أَجْلِكَ وَلَنْ يَكُوْنَ مَوْتِيَ لِغَيْرِكَ اسْتِشْهَادِ
وَهَلْ يَا سَيِّدَتِيْ؟ هُنَاكَ اغْلَي مِنْ كَلِمَةٍ احِبُكِ
وَهَلْ هُنَاكَ غَيْرُهَا
وَوَعَدَ ابْدِيَ يَظَلُّ مَكْتُوْبا بِالْأَحْرُفِ الْبَيْضَاءِ
أَحَمِلّةً دَائِمَّا إِلَيْكَ ِفِيْ مِرْسَالِ مُعَلَّقٌ فِيْ مَنَاقِيْرُ طُيُوْرُ الْمَسَاءِ
مَحْفُوْرَةٌ بَيْنَ صَفَحَاتِ الْقَلْبِ الْكَبِيْرُ الَّذِيْ أَثمِلّةً الْهُيَامِ
فَلَا فَرَشَاهُ سْتَمَسَحَهُ وَلَا ابْدَأْ مِنْ دُوْنِكَ عَيْنَاهُ سْتَنَامِ
فَيَا أَيُّهَا الْقَمَرُ الْأَبَدِيِّ
إِنِّيَ مِتْيَمِّمُ وَانّي عَاشِقُ
لِحُسْنِكِ الْخَالِدِ الْأَخَّاذِ
الَّذِيْ أَذَابَ جِبَالٍ الْثُّلُوْجِ
فَحْلٌ فَصَلِّ الْرُّبَيِّعِ فِيْ مُنْتَصَفِ الْشِّتَاءِ
فَكَيْفَ لَكَ أَيُّهَا الْقَمَرُ أَنَّ تَهْدِيْ نُوْرَ ضِيَائِكَ
لِكُلِّ نُجُوْمِ الْسَّمَاءِ
وَتَتْرُكُنِيْ أَنَا مِنَ غَيْرَ الْضِّيَاءِ
وَأَنَا الْمُحِبُّ الْطَّائِعَ
وَأَنَا الْمُشْتَاقِ الْخَاضِعِ
لِجِمَالِكَ الْسَّاحِرُ الْمُبْهِرْ لِنُّجُوُمِ الْمَسَاءِ
فَأَيُّهَا الْبَعِيْدُ انْجِدْنِي
وَلَا تَجْعَلْنِيْ نَدِمَ عَلِيٌّ مَا بَدَرَ مَنّيْ
فَأَعِيْشُ وَحِيْدَا بَارِدا مُعْتِمٌ
كَأَنِّيْ وُلِدْتُ لَا أَتَنَفَّسُ الْبَرْدِ وَحْدِيْ
فَصَعِبا جَدَّا أَنْ تَكُوْنَ بَعِيْدٍ
عَنْ الْأَرْضِيُّ وَعَنْ الْحَيَاةِ
تُعْطِيَ الْأَمَلْ لِلْعَاشِقِيْنَ
وَأَنْتَ مُحْتَاجٌ لِيَدِ تُخْرِجُكَ
مِنْ أَطُوْقُ أَسْفَّارٍ وَأَنِيْنِ
حُزْنٍ غَامَرَ فْيَكَ يَا مُلْهِمَ الْشُّعَرَاءِ
فَمَنْ رَمَاك فِيْهَا أَيُّهَا الْقَمَرُ الْمُنِيْرُ وَحْدَكَ
بِلَا رَفِيْقٍ فِيْ غُرْبَتِكِ السَّرْمَدِيَّةُ وَغَيِبَتَكَ الْطَّوِيْلَةِ طَوَالَ أُلَّلِيّالِ ِ
فَقَلْبِيْ وَرُوْحِيْ وَحَيَاتِيْ
أَمَلْ قَرِيْبٌ يُمَدَّ لِيَ مِنْهَا رَوْحٌ الْحَيَاةِ
فَابْعَثْ أَيُّهَا الْبَدْرُ أَلِيَ حَبِيْبَتِيْ
مِرْسَالِيَّ الْنَّبِيّلُ لَهَا
وَأَخْطِفُ لِيَ خَصْلَةٌ مِنْ شَعْرِهَا
وَلَمْسَةِ دَافِئَةٌ تَأْخُذُنِيْ بِتَحَدٍّ لِقَلْبِهَا
فَأَنْتَ الْبَدْرُ الْدَّلِيلُ عَلَيْ عَنْوَنَهَا
قَصْرِ تَسْتَطِعْ مُشْرِقَةً فِيْهِ بِشَمْسِهَا
فَوْقَ سُفُوْحِ الْهِضَابِ
تَسْمُوْ بِحُسْنِهَا
فَا أَنْأَ الَّذِيْ أَكُوْنُ حَبِيْبَهُا
وبِعِشْقَهَا سَهَدَتْ أَلِيَ الْصَّبَاحِ
فَاذْهَبْ إِلَيْهَا وَقُلْ لَهَا أَنْ هُنَاكَ حَبِيْبٍ مُعَلَّقٌ فِيْ الْسَّمَاءِ
قَمَرْ فِيْ عَيْنَاهُ نُوْرَ تُنِيْرُ مُقْلَتَاهُ لِكُ ِ الْظَّلامِ
فَأَطْفِئِيْ لَهِيْبُ اشْتِيَاقُهُ لِكُ ِ
أَوْ إِرْسَالِيَّةٌ أَلِيَ عَوَاتَمْ الخَامْدَانَ
فَاللَّيْلَةُ قَمَرِيَّةُ يَا حَبِيْبَتِيْ أَنَوِّرْهَا سَاطِعَةٌ وَبَرْدَهَا ألشِتَائِيّ مُمُتِعّ
وَصَفَائِهَا الْطَّاهِرِ الْسَّمَاوِيُّ شَيْءٍ بَدِيْعُ خِلْقَةِ الْخَالِقُ الْعَلِيُّ
فَفِيْ بَحْرٍ سَمَائِكِ نُجُوْمُ لَامِعُهُ ضَوْئِهَا خَيْاليَ
أُسَبِّحُ فِيْهَا بِكُلِّ شَجَنْ رُوْحِيْ
فَيَا حَبِيْبَتِيْ أَنْتِ هُيَّامِيْ وَأَنْتَ ِ الْتَّاجِ الْعُلْوِيِّ
الَّذِيْ يَعْلُوَا شَعْرِكِ الْنَّاعِمِ الْحَرِيْرِيِّ
ورِمَشْيكِ الْسَّاحِرِيْنَ وَعُيُوْنُكَ الَأَخَاذَتَينَ
وَعُنْفُوَانٍ جَسَدِكَ ِ الْفَتِيِّ
فَا أَنَّا احِبُكِ حُبَّ الْمَغْرَمِ بِالسُطَوّعَ الْأَبَدِيِّ
مَأْخُوْذٌ وَمَّسَّحُوّرِ بِفِتْنَتِكْ يَا مَنْ نَاهَزْتُ ِ أَشْرَقَهُ الْبَدْرِ الْقُمْرِيُّ
الَّذِيْ يُسَبِّحُ مَعَ الْنُّجُوْمِ فِيْ تِلْكَ الْلَّيْلَةِ الصَّافِيَةِ
كَصَفحَهُ خِلَابَةَ تُعَانِقُ نُجُوْمُ الْمَاءً الْنَقِيٍّ
فَا أَنَا الَّذِيْ احِبُكِ جَدَّا وَانّي الَّذِيْ صَبَرْتُ حَتَّىَ وَجَدْتُ
الَّذِيْ فَقْدِنَيُ وَسَأُحَارَبُ كَثِيْرٍ حَتَّىَ لَا يَضِيْعَ
وَيَكُوْنَ أَبَدا وَدَائِما قَوِيٌّ
فَهُوَ حُبّيْ وَهُيَامِي وَجُنُوْنِيْ وَعِشْقِيَ وَانْفَعَالِيّ
كَأْسٍ غَرَامٍ اسْكَرْ فِيْهِ أَلِيَ أَلْهَذَيَانِيّ
يَا قَمَرْ عَلَا الْسَّمَاءِ
يَا مَمْلَكَهْ حَسَنٌ كُلِّ الْنِّسَاءِ
يَا جَنَّةً الْجَمَالَ فِيْ الْحَيَاةِ
لَقَدْ سَعِدَتْ بِرُؤْيَتِكَ مُشْرِقَةً فِيْ أُفُقِ الْسَّمَوَاتِ
تَلْهَمِينَ الْشُّعَرَاءُ وَتُخَاطَبَينَ الْعَاشِقِيْنَ
أَنَّ يَرْتَوِ مِنْ نَهْرِ الْحُبِّ الْخَالِدْ
طُولِ الْزَّمَانِ
فَلَنْ يَنْتَهِيَ وَلَنْ يُفْنِيَ
بَلْ يُوَرِّثُ فِيْ ذَرَّاتِ الْأَرْوَاحِ
كَمَوْجَةِ فِيْ بَحْرٍ خَالِدٍ
وَعِطْرِ نَفْيِسٌ بَاقِ
حَبَّ كَالْقَنَادِيْلِ الَّتِيْ تُعَلَّقُ عَلَيَّ أَشْجَارِ الْأَعْيَادِ
حُبِّيْ الَّذِيْ لَنْ يُفْنِيَ أَوْ يَنْتَهِيَ مِثْلَ الْأَحْلَامِ
بَلْ سَيَعِيْشُ نُوَرُ فِيْ دَرْبِيْ انْتَظَرَ بِهِ أَمَلُ الْمِيْعَادَ
قَلَمِيْ
مْ ..احْمَدُ مُحَمَّدٍ الْنَادِيْ
إِهْدَاءٌ خَاصٌ
لِمَنْ طَوَتْ لِيَ الْدُّنْيَا
وَأَعْطَتْ لِيَ الْأَمَانَ
الْغَالِيَةِ
بِلْقِيْسٍ أُحِبُّكِ ِ وَأَكْثَرُ وَسَأَظَلُّ عَلَيَّ عَهْدِيَ هَذَا مَا حَيِيْتُ
أُعِدُّكَ ِ وَلَسْتُ يَا سَيِّدَتِيْ بِالْرَّجُلِ الَّذِيْ يُكَسِّرُ كَلِمَتَهُ
المخلص
أحمد

1 تعليق
  1. غير معرف Says:

    رائعة
    وأكثر
    ودي لروحك
    شمس


إرسال تعليق

  • من نحن

    صورتي
    ملتقي ومضة أسطورة الثقافي أسسة الكاتب أحمد النادي رئيس مجلس ألإدارة مع مديرة التحرير الشاعرة نسرين عبد العزيز خضر

    وجد أقلامكم يبعث النور

    ملتقي ومضة أسطورة يرحب بكل الأعضاء المبدعين والمتميزين بخطي سائرة في محاريب النور شكرا لنبضكم آلات أحمد النادي إدارة الملتقي

    بحث

    المتابعون

تعريب وتطوير حسن