عَهْدِ الْمُسْتَحِيْلْ



مَا تَزَالُ الْقِصَّةِ الْأَبَدِيَّةُ
تَهْبِطُ عَلَيْهَا لِتُذَكِّرَهَا
بِشَيْءٍ يَنُوْءُ بِدَاخِلِهَا
وَلَا تَعْرِفُ مَا هُوَ
يَتَشَابَكْ كَمَا الْأَغْصَانِ
وَيتُعَقَدّ خَالِقُ ّ أَلْفَ شَوْكَهُ
تُنَغِّصُ عَلَيْهَا حَيَاتِهَا
تَلْسَعُها نَشْوَةُ مَقْتُوْلَةً
كُلَّمَا حَلَّتْ عَلَيْهَا أُنْشُوْدَةَ
عَهْدِ الْمُسْتَحِيْلْ
كَانَ فَجَرَ قَدِيْمٌ
يُشْرِقُ عَلَيْهَا
كَمَا أَمِيْرِ مِسْكِيْنٍ
خَطِفَ أَحْدَاقِ عَيْنُهَا
مُرْجِفا خُطَاهَا
مُحْتَلا أَرْجَائِهَا
سَائِرِ عَلَيَّ سَيْفَ صَدْرِهَا
يُشْعِرُهَا بِأَنَّاتِ تَعْزِفُ
بَشِّرَيَانُهَا
لَحْنِ مُسْتَحِيْلٌ
لَكِنَّهَا قَدْ لَا تَعْرِفُ حَبِيْبَهُا
مَنْ هُوَ؟
الَّذِيْ اسْتَحَلَّ قَلْبِهِ الْدِّقَّ بَيْنَ ضُلُوْعِهَا
وَمَشْيُ يَرْوِيَ قِصَّتَهُمَا الْمُبْهَمَةٌ بِنِسْبَةٍ إِلَيْهَا
فمَنْ هُوَ ؟
أَيّا هُوَ صَرَّحَ كَبِيْرٌ بَنَاهُ الْأَمَلْ
لَكِنْ تَحْقِيْقِهِ صَعْبٌ
وَكَيْفَ ؟ سَتَعْرِفُ عَنْهُ
وَهُوَ الْغَائِبُ الْظَّاهِرُ
بَيْنَ مِرْوَاهُ الْحُطَامِ
وَرُكَامٍ الْأَنْقَاضِ
لِلْمَدَائِنِ الْأَحْلَامِ المُجْهَضَةٌ وَالْأَنْفَاسُ
الْمُتُلَفَظَةً الْمَنْفِيَّةُ مِنْ أَوْجُهٍ الْحَيَاةِ
أَلِيَ أَدْمِغَةِ الْنَّارِ وَالْجَحِيْمِ
فَالَجِلْدُ عِقَابَا سَمَاوِيَّ إِذَا ذُكِرَتْ هَذَا
وَإِذَا تَهَيَّأَتُ لِهَذَا
يَقْتُلُهَا سِكِّيْنُ يُمْسِكُ يَدَهَا
يُشْعِرُهَا بِالْخَطِيْئَةِ الْنَّكْرَاءِ
فَيَحْتَلُّ الْطَّقْسِ الْعَاصِفِ
اذْكُرْهَا وَيَغْمُرُ أَنْهَارُهَا بِفَيَضَانِ
يَسِيْلُ يَشُقُّ أُخْدُوْد لَهُ فِيْ وَجْهِ الْحُبُّ والْزَّمَانِ
مِثْلَ عَلَامَةً وَدَلِيْلُ
عَلَيَّ مِنْ حُفَرِ صَدْرِهَا
بِأحَجِبةً الْمَرَدَةِ وَالْجَبَّارِينَ
تُمَزِّقُ تُقَطَّعَ
أَجْزَائِهَا الْمُشْتَعِلَةِ بِالْحِرْمَانِ
الْذَّائِبَةَ
مِثْلَمَا مَخْرُوْطٌ حِمَمْ انْطَلَقَ مِنَ الْجَحِيْمِ
يَنْدَفِعُ نَحْوَ سُهُوْلٍ الْوُدِّيَّ الْخَضْرَاءَ
وَالْزُّهُوْرِ النُّظَرَاءِ
الَّتِيْ لَمْ تَزَلْ فِيْ مَهْدِ الْغَضِّ لَمْ تَنْطِقْ بَعْدَ
تَبْكِيْ أَشْجَانُ وَتَرْثِيَ أَيَّامٍ
لَكِنَّهَا تَلْتَوِيْ لِهَذَا الْقَادِمْ الْمُفَاجِئَ الْمُهَدَّدِ
لِهَذِهِ الْأَغْصَانِ
الْبَغْدَادِيَّةُ الْبَاسِقَةِ الْمَيْلَاءَ
وَلأَفَرّعَ الْمُسْتَقِيْمَةِ
يَسْمَعُ مِنْهَا حَفِيْفُ يَتَنَهَّدُ بِعُمْقٍ
يَتَأَنَّ بِضَعْفِ
فِيْ وَجْهِ حِصَارٌ يُسْلَبُ حُلْمَهَا الَطَيْفِيّ بِعُنْفٍ
وَيُصْلَبَ هَذَا الْجَسَدِ ألمَرَّمْريّ مُعْتَلِا فِيْ وَجْهِ الْقَيْظِ
لِيكُوْنَ ذِكْرِيْ تِمْثَالَ شَاهِدٌ
عَلَيَّ فَوَرَانِ شُعُورٍ
خَمَدَ مُنْذُ أَزَلِيَّةٌ صَمَّاءَ لَا تَعْرِفُ غَيْرَ
مُحَبَاهُ الْنَّفُوْرِ
وَكَسْرِ أَنَامِلٌ تَكْتُبُ عَنْ مَاذَا ؟
يُخَبِّئُ لَهَا الْقَدْرِ
عِنْدَ حُلُوْلِ
شُعُورٍ سَرْمَدِيّ
يَنْتَابُهَا كُلَّمَا تَذَكَّرَ هَذَا الْشُّعَاعُ الْقَدِيْمِ
الَّذِيْ تَوَجَّهَ صَوْبَ مَدِيْنَتِهَا الْإِلَهِيَّةِ
الَّتِيْ تَحْكِيْ لَهَا تَارِيْخُ قَدِيْمٌ
عَنْ قِصَّةِ صَاحِبَةً الْغُرَف الْسَّعِيدَةِ
لَكِنَّهَا ابْتُلِيْتَ بِعِلَّةٍ الْعَلِيْلْ
وَتَحَمَّلْتُ أَسْقَامٌ الَّذِيْ
عِنَدَمّا كَانَ يُقَبِّلُهَا سَابْقا يَسْقُطُ صَرِيْعَ
فَهَلْ ؟ هِيَ الْحَيَاةُ ؟
هَكَذَا إِحَسَّاسْ صَرِيْحٌ
وشُعُورٍ يُضِيْعُ
سَاقِطٌ مِنْ ذِكْرِهِ الْلَّيْلِ الْبَهِيمِ
الْخَالِيْ مَنْ تُعَانِقُ الْقَمَرَ وَالْنُّجُوْمَ
الْمُشِعِّ بَزَمْهُرِيّرِ الْبَرْدِ وَالْجَحِيْمِ
مِثْلَمَا الْشِّهَابِ الْسَّاقِطُ
وَالْأَسْهُمِ الْمُوَجَّهَ
وَخِنْجَرٌ الْقَلْبِ الْذَّبِيْحِ
صَدَرَ يَنْزِفُ
مُتَصَلِّبٌ بِالْجُمُوْدِ
فَكَيْفَ ؟
يَكُوْنَ لِهَذَا الْشُّعُوْرِ أَمِيْرِ
وَ ظَلَامُ الْلَّيْلِ مَازَالَ يَنْسَدِلُ بِتَحَدٍّ
قَاتِلا رَاحَةُ الْنَّهَارِ
وَقَاطِعَا أَيُّ طَرِيْقِ يَشْحَذُ لَهَا سَبِيْلا
لْنجَاهُ
وليدة اللحظه
قلمي
أحمد النادي

0 Responses

إرسال تعليق

  • من نحن

    صورتي
    ملتقي ومضة أسطورة الثقافي أسسة الكاتب أحمد النادي رئيس مجلس ألإدارة مع مديرة التحرير الشاعرة نسرين عبد العزيز خضر

    وجد أقلامكم يبعث النور

    ملتقي ومضة أسطورة يرحب بكل الأعضاء المبدعين والمتميزين بخطي سائرة في محاريب النور شكرا لنبضكم آلات أحمد النادي إدارة الملتقي

    بحث

    المتابعون

تعريب وتطوير حسن