أَحْيَانا
أَعِيْشُ أَتَنَفَّسُ رِيَاحُ الْهَوَىَ
وَاقَويّ بِهِ
وَانْقَلَبَ مِنْ مَنْبِتِ الْغُصْنِ
إِلَيَّ فَرْعَا قَوِيّا
وَاتْرُكْ دَوْلَهْ الْدُّمُوْعِ
وَأُشْعِلُ لِحُبِّ ِ نُوْرا
وَاتْرُكْ دُرُوْبِ الْوَحْدَةُ وَالْحَيْرَةِ
وَاكْتُبْ الْذِّكْرَيَاتِ الْجَدِيْدَةٍ
وَادْخُلْ مَدِيْنَهُ الْأَمَلْ
وَاسْكِنْ قُلُعُهُ الْأَمِيرَةُ الْجَمِيْلَةُ
الَّتِيْ سَلَبَتْ خَيْاليَ
وَأَتَقَدَّمُ أَمَامَهَا
رُكَّعا جَاثِيَا
عَلَيْ رُكْبَتَيَّ
سَيِّدَتِيْ الْحَسْنَاءُ
إِنِّيَ كَمَا
تَنْظُرِيْنَ فَارِسَا مُقَدَّمَا
طَلَبا يَدَيْكَ ِ
طَلَبَ وَدَّ الْلَّيَالِي
وَالْعَيْشُ مُجَدَّدِ
بِالْآَمَالِ طُوَلْ الْحَيَاةِ
وَالْحِلْمُ وَالْهَمْسُ
وَارْجُوْهَا
سَيِّدَتِيْ إِنِّيَ
قَدْ سَافَرَتْ جَمِيْعا
الْبُلْدَانِيّ وَمَا
جِئْتُ إِلَيْكَ ِ
إِلَا عِنْدَمَا غَلَبَنِي اشْتِيَاقِيَ
رَافِعا قُبَّعَتَيْ تَحِيّهْ وَتَعْظِيْما
فَا أَنَا أَكُنْ لَكَ ِ حُبّا وَاحْترِما
تَكْبُرُ عَظَمَتِهِ عَلَيَّ مَهَابَةٍ الْشَّمْسِ
وَهْيَا تَتْجَلي بَعْدَ الْفَجْرِ
تطرد ظلمة الليالي
تُغَطِّيَ عَلَيَّ كُلَّ الْأَنْوَارِ
تَهَيَّبَ الْدُّنْيَا بِالْضِّيَاءِ
إِشْرَاقُ جَمِيْلٌ
وَنَدّيُّ أصَبَاحِيٌ كَمَا الْيَاسَمِيْنْ
وَأَصَوِّتْ زَقْزَقَهْ
فَالَبَلابِلَ تُغْنِيَ
وَالْطُّيُوْرِ تُرَشُّ عَلَيَّ الزَّنَابِقُ الْوَرْدِيَّةُ
عِنَدَمّا اسْمَعْ صَوْتِكَ الرَخيّما
وَأَنَا مَا جِئْتُ لِهَذِهِ الْدُّنْيَا
إِلَا لُمْنَا الْيَدِ الْعَظِيْمَةِ
فَهَلْ تَحَقِيَقِينَ أُمّنِيَاتِيْ
وتَسَّعَدِيْنا الَّذِيْ تَلْهَّمِينِهُ
بِكِتَابِهِ الْبَيْتِ الْعَظِيمَا
فَرْجَاءُ
لَا تَاهْمِلِينَ
وَرَجَاءً
لَا تَجْرَحِيْنَ كِبْرِيَائِيْ
الَّذِيْ كَادَ أَنْ يُضَيِّعَ
تَحْتَ أَسْوَارِ قَلْعَتِكِ
الَّتِيْ لَا تَأْبِيْنَ إِلَا أَنْ
تَسْكِنُيهَا
وَرَجُلٌ أُخَرَ
أَمِيْرِ أُخَرَ
فَارِسَ قَادِمٌ
جَدِيْدٍ
يَطْلُبُكَ ِ
يَقِلُّونَ انَّهُ نُادَرَ
مِثْلَمَا كُنْتَ ِ عَنِّيْ تَقَوَلَيْنا
وَأَنْتَ هَلْ ؟
مَازَالَ فِيْ قَلْبِكَ الْعَظِيْمُ
حُبّا لِيَ
وَذِكْرِيْ جَمِيْلَهْ
الْرَّجَاءُ يَا سَيِّدَتِيْ
الْأَمِيْرَةُ
إِلَا تَنْسَيْنِي
وَلَا تَعِدِيْنَيْ ثَانِيْهِ
إِلَيَّ دَوْلَهْ الْأَلَم
دَوْلَهْ هُرِّبَتْ مِنْهَا
بِقُوَّه حُبَّك ِ
الَّذِي بِه
أُخَرَجَتَيْنا
مِن الْشَّجَن الْكَبِيْرَ
وَأَخَافُ إِنِّيَ
فِيْ الْطَّرِيْقِ الْطَّوِيْلَا
أَلْقَاهَا تَرْمِيْنِي
إِلَيَّ مِلْجَاءُ لَا اقْدِرُ
عَلَيَّ الْنُّفُوْذُ مِنْهَا
قُدِّرَ حَكَمَ عَلَيّ بِالمُسْتَحَيْلا
وَأَحْيَانا
أَعِيْشُ عَلَيَّ الْذِّكْرَيَ الْأَلِيْمَةْ
وَأُفَكِّرُ هَلْ؟
سَأَعِيِشُ هَكَذَا بِأَحْزَانِيْ طَوَيْلَا
وَلَا يُنْقِذُنِي صَبْرِيْ الْجَمِيْلَا
وَمَا الْدُّنْيَا سِوَيَ صَبَرَ يَاحِّبْيَتِيْ
قُصُوْرا تَبْنِيَ بِالْكَرْهِ وَيَسْلِبُ سَاكِنِيْهَا
وَأكُوْخا تَبْنِيَ وَبِالْحُبِّ يَعِيْشُ فِيْ الْأَمَانِ سَاكِنِيْهَا
فَتَخَيَّرَيْ الْحَيَاةِ مَعِيَ أَوَّلَا تَخْتَارَيْنا
فَمَا الْحُبُّ إِلّا فُرْصَهْ وَاحِدَهْ
بِالْوَفَاءِ تَعِيْشُيهَا
وَبِالْغَدْرِ تُسَلِبِيُّهَا
وَأَنَا احِبُكِ
وَقَدْ اخْتَارَتَكَ أَنْتَ ِ
وَلَنْ أَنْسَاكِ ِ أَبَدا
حَتَّيَ لَوْ تَرَكَتْ ِ
حَيَاتِيْ وَعِشْتُ ِ
مَعَ غِيَرْيٍ
وَظَنَّتْ ِ
انَّكَ ِ سَتِنَسِيُّهَا
لَا أَبَدا
فَا أَنَا لَنْ افْعَلْ
وَمَهْمَا تَظَنِيْنا
فَالَحَيَاةُ مَعَكَ ِ
أَمَلْ
وَبِغَيْرِكَ ِ
لَا أَظُنُّ إِنِّيَ قَدْ انْتَصَرْ عَلَيَّ الْمُسْتَحِيْلا
احِبُكِ ِ أَنْتَ ِ فَقَطْ
وَسَأَبْتَعِدُ لَوْ اخْتِرْتَيْنا
وَسَأُبِحِرُ فِيْ سَفِيْنَتِنَا هَائِمَا وَحِيْدَا
لَعَلَّكَ ِ اذَا تَرَاجَعَتْ ِ يَوْمَا
تَجَدِيْنا
قَلَمِيْ
أَحْمَدُ مُحَمَّدٍ الْنَادِيْ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق