فِــيْ وَطَنِـيْ الْحَـوْرِيَّةِ وَالْقَمَـرَ


فِــيْ وَطَنِيْ الْحَوْرِيَّةِ وَالْقَمَرَ
الْحَوْرِيَّةِ الَّتِيْ عَلَّمْتَنِيْ الْسَّهَرِ
الَّتِيْ جَعَلَتْنِيْ احْفِرْ اسْمُهَا عَلَيَّ جُذُوْعِ الْشَّجَرْ
وَانْ انْقُشُهُ عَلَيَّ الْأَحْجَارِ وَالْأَبْنِيَةُ وَكُلُّ اثَرٌ
حَتَّىَ تَعْرِفَ الْدُّنْيَا أَنِّيْ قَدْ أَسَرَنِي الْعِشْقُ
وَلَعِبٌ بِخَالِديّ الْقَمَرَ
حَيْثُ عُمِّيَتْ عَنْ رُؤْيَةِ
الْسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَكُلُّ الْبَشَرِ
فَعَيْنِيَ لَمْ تَعُدْ تَرَيْ إِلَا حَبِيْبَتِيْ الْحَوْرِيَّةِ
الَّتِيْ حُجِبَتْ بِضِيَائِهَا نُوْرَ الْقَمَرُ
الَّذِيْ غَابَ عَنْ دُنْيَاهَا عِنَدَمّا خَسِرَ مَعَارِكَ شَتَّي
مَعَ حُسْنِهَا الَّذِيْ يَذْهَبُ نُوْرَ الْبَصَرَ
وَيَأْخُذُ قُلُوْبِ الْأَحِبَّةِ أَلِيَ الْصَّلَوَاتِ وَالابْتِهَالِ
وَالْدُّعَاءِ لِلْقَدَرِ
أَنَّ يَقْتَرِبُوْا وَلَوْ خَطْوَهُ مِنْ مَدِيْنَتِهَا
وَانْ يَعْرِفُوْا طَرِيْقَ قَلَّعْتُهَا
وَانْ يَسِيْرُوْا عَلَيَّ الْطَّرِيْقِ الْطَّوِيْلِ
وَيَتَعَلَّمُوْنَ مِثْلِيّ طَلَاسِمْ الْصَّبْرِ الْجَمِيْلِ
نُقُوْشٌ حُبَّي الَّتِيْ حَفَرَتْهَا عَلَيَّ أَسْوَارِ قَلْعَتِكِ
وَكَلامَاتِ عُشْقِي الَّتِيْ أَرْسَلَتْهَا مَعَ الْطُّيُوْرِ
فِيْ الْغَسَقْ وَالْلَّيْلِ وُالْبُكُورِ
حَيْثُ يَا سَيِّدَتِيْ ابْلُغُ دَلِيْلُ
عَلَيَّ تَيَمَّمِي بك ِالْكَبِيْرُ
ووَهَا أَنَا أَرْسِلْهُا ثَانِيَةً
تِتْعَانَقْ وتَتَلَامَسِّ
مَعَ أَمْوَاجَ الْنَّسَمَاتِ
وِّهُدَوَءٍ الْهَمَسَاتِ
أَلِيَ بُرْجَ حُصَيْنٍ فِيْهِ تَسْكُنِيْنَ
وَبِهِ تُحْصَنِيْنَ
فَأَنْتِيْ دَائِمَا تَخَافِيْنَ
مِنَ الْفُرْسِانِ
الَّذِيْنَ حَاصَرُوْا قَلْعَتِكِ وَمَا اسْتَعِطُوا
أَنَّ يَقْرَعُوا الْأَبْوَابَ
أَوْ أن يَقْتَرِبُوْا مِنَ الْجُدْرَانِ
لَكِنِّيْ أَنَا سَيِّدَتِيْ
اكْتُبْ لْقَمْرّكِ الْأَشْعَارِ
وَابْعَثْ لِعَالَمِكَ ضَوْءُ الْشَّمْسِ
حَتَّىَ تُبْحِرِينَ فِيْ سُطُوْعُ
تَقْتَحِمَيْنِ سُكُوْنُ مِيَاهِيْ الْهَادِئَةَ
وَتَحَدِيثِينَ فِيْ قَلْبِيْ الدَّوَّامَاتُ الْهَائِلَةِ
فَآيَّتِهَا الْأَمِيرَةَ الْحَسْنَاءْ
الْحَوْرِيَّةِ الْهَيْفَاءِ
هَلْ لِيَ ؟
أَنَّ اقْتَرَبَ مِنْ أَسْورِكِ مَتَىَ أَشَاءُ
فَانِّيْ أُرِيْدُ أَنْ اعْرِفَ
آَنْ حُبّكّ لِيَ شَيْءٌ عَظِيْمٌ
أَوْ أَنْ مَعْرِفَتِهِ دَرْبُ مِنْ الْمُسْتَحِيْلْ
آَمّا انَّهُ الْكِتَابِ الْعَظِيمٌ مِنْ الْأَسْرَارِ
فَاهُ لَوْ رَاءيْتَنِيّ أَتَسَلَّقُ أَعَالِيْ الْأَشْجَارِ
وَاعْبُرْ مِنْ أَجْلِكَ ِ كُلُّ الْأَسْوَارِ
وَادْخُلْ قَلْعَتَكِ ِ الَّتِيْ بِهَا تَزْهَدَيْنْ
وَلَا تُرِيْدِيْنَ أَبَدا مِنْهَا أَنْ تَخْرُجِيْنَ
أَلِيَ عَالَمِيَ حَيْثُ يَا حَبِيْبَتِيْ ضَوْئِيّ
الَّذِيْ بِهِ تَرَيِنَّ
وحَتَّىْ تَسْتَمِعِيْنَ لِصَّوْتَ كَلَامَاتْيِ
وَالَّتِي بِأَلْحَانِهَا تَنْشُدِيْنَ
وَيَأْخُذُكَ الاطْمِئْنَانِ
أَلِيَ كَثِيْرٍ وَكُثَيِّرِّ مِنْ الْأَمَانِ
فَتَفْهَمِينَ إِنَّ لَأُحِبُّهُ لُغَةً شَاعِرَةٌ
هِيَ عِبِقَ وَاشْتِيَاقٌ الْأَحْضَانِ
فَيَلْمَسُ شَعْرِكِ الْحَرِيْرِ صَدْرِيْ
وَتَعَرَّفَيْن بِأَنَّ الْدَّافِئِ لَهُ مَنْبَعُ وَحِيْدُ هُوَ قَلْبِيْ
فَيَأْخُذُكَ الْحَنِيْنِ أَلِيَ هَمَسَاتِ صَّفَوِيُّ
فَاهُ يَا حَبِيْبَتِيْ
أَنْ أَنَا اقْتَحَمْتَ عَلَيْكِ الْغُرْفَةَ
لِأُرِيَ ضَوْءُ عَينِكِ
وَجَمَالٍ خَدَّيْكِ
وَاشْعِرْ بِحَرَارَةٍ يَدَيْكِ
وَالْمُسْ الْحُرُوْفْ الْسَّاكِنَّةً مِنْ شَفَتِيْكِ
فَا اكْسِرْ ظَلَامٌ طَالَ فِيْ عَيْنَيِ
عِنَدَمّا أُكَلْمكِ
وَاخْطِفْ مِنْ الْإِطَارِ الْذَّهَبِيُّ صُوْرَتكِ
فَفِيْ تِلْكَ الْلَّيْلَةِ الْسَّاخِنَةُ
هَبَّتْ عَلَيَّ مِنْ قَلَّعْتُهَا الْنَّسَمَاتِ الْبَارِدَةِ
الْرِّيَاحَ الَّتِيْ أَخَذَتْنِيْ فِيْ نُشَوِّهْ بَالِغُهُ
تِلْكَ الْكُتْلَةُ الْهَوَائِيَّةٌ الْغَامِضَةِ
الَّتِيْ أَطَارَتْ عَقْلِيَّا
وَجَعَلْتُ نَارا دَائِمَةً فِيْ قَلْبِيّا
انْفِجَارِ قَوِيٌّ قَدْ هَزَّ فُؤَادِيَ
بَعْدَ تِلْكَ الْنَّظْرَةِ
الَّتِيْ أَحْدَثْتَ بِيْ عَاصِفَةً حَبَّ
زُلْزِلَتِ كَيَانِيَّا
وَجَعَلْتَنِي أَسْرَعُ مُمْتَطِيَا أَلْحَصَانِيّ
مُتَّجِهَا أَلِيَهَا بَطَلَ زُهِدا مِنْ ألْفُرْسَانِيّ
عَاشِقُ نَبِيّلِ
جَعَلَهُ الْهَوَىَ يَنْتَظِرُ وَيَنْظُرُ صَوْبَ شُرْفَتِهَا
لَعَلَّهُ يَظْفَرُ بِنَظَرِهِ آَوٍ ابْتِسَامِهِ تَجْعَلْهُ يَنَامُ لِضِحْكَتُهَا
تَجْعَلْهُ يَذْهَبُ نَحْوَ عَالَمٍ جَمِيْلٍ مِنْ الْأَحْلَامْ
عَالِمُ حَقّيقّ خَالِيَّا مِنْ الْأَوْهَامِ
يَا حَبِيْبَتِيْ
أَنِّيْ مُشْتَاقٌ آَلِيّ الْحُبِّ وَالِي الْمَوَدَّةَ
فَانِّيْ أُرِيْدُ أَنْ أُبْحِرَ فِيِ عَالَمِكْ الْوَرْدِيُّ الْجَمِيْلَ
وَانْ اشْعُرُ بِنَسِيْمِكَ الْمُعَدَّلُ الْعَلِيْلْ
وَارِيْ حُبّيْ يَنْمُوَ فِيْ حُبِّكَ
عُشْقِي الَّذِيْ أَرْسَلْتَهُ إِلَيْكَ
بِأَلْفٍ رَسُوْلُ
بُعِثُوْا إِلَيْكَ
دَوَاوِيْنَ شِعْرِيَ.. وَقَصَصٌ حُبّيْ
فِيْ كِتَابٍ فَصَوَّلِهِ الْهَوَىَ
وَحُرُوْفُهُ مِنْ كَلِمَاتٍ الَّذِيْ هَوِيَ
مِثْلَ نُجُوْمٍ الْسَّمَاءِ
وَظَلامٌ لِلَّيْلِ
عِنْدَمَا حَلَّ عَلَيْهِ الْنَّهَارُ انْطَوَي
حَيْثُ الْإِشْرَاقُ يَا حَبِيْبَتِيْ
َشُعَاعُ حبّ مِنْ نَافِذَتِكَ تُرْسِلَيْنَهُ
أَلِيَ مَنْ ابْتُغِيَ الْمَوَدَّةَ
فَلَا تَبْتَعِدِيْنَ
وَلَا تَتَأَخَرِّينْ
لِانَّ الَّذِيْ احِبُكِ
لَّا يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَقِفُ صَامِدٌ فِيْ وَجْهِ الْمُوَجَّهَ
فَلَقَدْ تَعِبَ وَلَمْ يَعُدْ قَادِرً عَلَيَّ تُحَمِّلَ مَزِيْدُ مِنْ الْآَهَاتُ
وَالْجُرُوْحَ وَالْتَعَبْ وَالْصَدْمَةُ
فألَيكِ أَيَّتُهَا الْحَوْرِيَّةِ الْمُنَعَّمَةً فِيْ الْجَنَّةِ
إِنِّيَ الَّذِيْ حُرِّمَتْ
أَنْ أَعِيْشَ فِيْ الْجَنَّةِ
فَهَلْ حَرَامٌ أَنِّيْ خَاطَبَتُكَ
وَهَلْ مِنْ الْمُسْتَحِيْلْ
أَنْ تَكُوْنِيْ لِيَ
وَانْ امْتَطِيْ مَعْكِ الْخَيْلِ الْمُجَنَّحَةً
لِنَطِيرُ فِيْ سَمَاءِ مَدَائِنِ الْمُحِبِّيْنَ
وَنَصْعَدْ إِلَيَّ نُجُوْمُ الْسَّمَوَاتِ
لِنُرِيَ الْقَمَرَ وَالْكَوْكَبُ
شَمْسَا جَدِيْدَةً تُنِيْرُ فِيْ الْأَفَاقِ
فَتُنْهَيْ فُصُوْلِ الْأَمْطَارِ
وَيُرْتَسَمُ قَوْسِ الْقُزَحِ
وَتَحْتَ جَانِبَيْهِ
تَمُرُّ أَعْظَمُ الْأَنْهَارُ
نَهْرِ الْنِّيْلِ آَوٍ الْفُرَاتِ
فَلَا يَهُمَ طَالَمَا
أَنَّ الْحُبَّ
جَعَلَهُ الْخَالِقُ رَسُوْلُ لِلْسَّلامِ
رَسُوْلُ يَأْخُذُنَا أَلِيَ بَرِّ مِنْ الْأَمَانِ
أَمَانٌ الْحُبِّ وَاشْتِيَاقٌ الْأَحِبَّةِ
نَارٍ يَا حَبِيْبَتِيْ فِيْ طَرِيْقِهَا أَلِيَ الخَامْدَانَ
نَارٍ قَدْ تُطْفِئَتِهَا الْعَوْدَةِ أَلِيَ الْأَحْضَانِ
حَبَّ قَدْ خَلَقَهُ الْمَعْبُوْدِ فِيْ الْقُلُوْبِ
لِنَعِيْشَ بِلَا تَعَبٍ وَلَا انْتِقَامٌ
نَعِيْشُ فِيْ وَاحَةِ لِلْسَّلامِ
قَلَمِيْ احْمَدُ الْنَادِيْ

0 Responses

إرسال تعليق

  • من نحن

    صورتي
    ملتقي ومضة أسطورة الثقافي أسسة الكاتب أحمد النادي رئيس مجلس ألإدارة مع مديرة التحرير الشاعرة نسرين عبد العزيز خضر

    وجد أقلامكم يبعث النور

    ملتقي ومضة أسطورة يرحب بكل الأعضاء المبدعين والمتميزين بخطي سائرة في محاريب النور شكرا لنبضكم آلات أحمد النادي إدارة الملتقي

    بحث

    المتابعون

تعريب وتطوير حسن